اليوم العالمي لإدارة المرافق هو مناسبة سنوية تُحتفل بها حول العالم للاعتراف بالدور الحيوي الذي يؤديه محترفو إدارة المرافق (FM)، والدور الجوهري الذي يلعبونه في الحفاظ على البيئة المبنية. وقد تم تنظيم هذا اليوم من قبل “جلوبال إف إم” – وهي تحالف عالمي يضم جمعيات إدارة المرافق الدولية – ليكون أكثر من مجرد يوم تقدير، بل منصة قوية لرفع مستوى الوعي، وتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز التعاون في هذا القطاع المهني.
ما هي إدارة المرافق؟
إدارة المرافق هي مجال متعدد الجوانب يهدف إلى ضمان كفاءة وسلامة واستدامة البيئات المبنية. ويشمل ذلك إدارة المباني، والبنية التحتية، والأصول، والخدمات التي تدعم الأنشطة الأساسية لأي مؤسسة. من صيانة أنظمة التكييف، إلى تنسيق خدمات الأمن والنظافة، وتخطيط المساحات، وتنفيذ مبادرات الاستدامة، والاستعداد للطوارئ – يُعد متخصصو إدارة المرافق أبطالاً يعملون خلف الكواليس في أماكن عملنا، ومستشفياتنا، ومدارسنا، ومراكزنا التجارية، ومطاراتنا، وغيرها.
ويتوسع نطاق إدارة المرافق باستمرار، لا سيما مع ظهور التقنيات الذكية، ونماذج العمل الهجينة، وزيادة التركيز على كفاءة الطاقة ورفاهية الموظفين. سواء تعلق الأمر بإدارة استهلاك الطاقة، أو ضمان الامتثال للوائح الصحة والسلامة، أو إعداد المباني لمواجهة تحديات المستقبل مثل تغيّر المناخ والتحول الرقمي – تظل إدارة المرافق ركيزة أساسية في تحقيق التميز التشغيلي.
أهداف اليوم العالمي لإدارة المرافق
منذ انطلاقه في عام 2008، يهدف هذا اليوم إلى:
تكريم جهود المتخصصين في إدارة المرافق حول العالم.
إبراز القيمة الحقيقية لهذا المجال أمام الشركات والحكومات والمجتمعات.
خلق مساحة لتبادل الأفكار والابتكارات.
إلهام الجيل القادم لاستكشاف مستقبل مهني في هذا المجال الحيوي.
إنه أكثر من مجرد احتفال؛ بل هو فرصة تعليمية وتوعوية. ففي كل عام، يتم تنظيم فعاليات وندوات وورش عمل وحملات من قبل الجمعيات والشركات والأفراد لعرض أحدث الاتجاهات ومناقشة مستقبل هذا القطاع المتنامي.
الموضوع السنوي وأهميته
يتم اختيار موضوع فريد سنوياً يعكس الأولويات الحالية في إدارة المرافق. وقد تضمنت الموضوعات السابقة الاستدامة، تجربة مكان العمل، التكامل التكنولوجي، والمرونة – وكلها تؤكد على قدرة هذا القطاع على التكيف وأهميته الاستراتيجية.
فعلى سبيل المثال، ركّزت مواضيع مثل “الاحتفاء بإدارة المرافق: الصمود بعد الجائحة” أو “قيادة مستقبل مستدام” على استجابة المهنة للتحديات العالمية والدور المتنامي لإدارة المرافق في تحقيق الاستدامة والمرونة المؤسسية.
وتشجع هذه الموضوعات العاملين في المجال على التفكير في أثرهم، والاحتفال بإنجازاتهم، ومواصلة السعي نحو تطوير بيئات عمل أكثر إنتاجية وشمولية واستدامة.
دور إدارة المرافق في عالم ما بعد الجائحة
كشفت جائحة كوفيد-19 عن مدى أهمية إدارة المرافق. حيث كان مديرو المرافق في طليعة الجهود لضمان سلامة واستمرار تشغيل أماكن العمل في ظل ظروف غير مسبوقة. من تنفيذ بروتوكولات الصحة، إلى إعادة تصميم المساحات، وتحديث أنظمة التهوية، ودعم العمل عن بُعد – أثبتوا أن إدارة المرافق وظيفة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها لضمان استمرارية الأعمال.
واليوم، تستمر إدارة المرافق في قيادة جهود إنشاء بيئات عمل مرنة، وتطبيق تقنيات المباني الذكية، ودعم أهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG).
احتفال عالمي بأثر محلي
من دبي إلى لندن، ومن سيدني إلى ساو باولو – تحتفل المؤسسات باليوم العالمي لإدارة المرافق بطرق مختلفة. وتقوم جمعيات مثل IFMA، وBIFM، وMEFMA، وSAFMA بتنظيم مؤتمرات، وجلسات حوارية، وحملات للتوعية بقيمة هذا القطاع. وتنتشر حملات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، حيث يشارك المهنيون قصصهم وابتكاراتهم وامتنانهم عبر وسم #WorldFMDay.
كما تستغل المؤسسات التعليمية هذا اليوم لإقامة ورش عمل ومحاضرات تعريفية، تشجع الطلاب على التعرف على المسارات المهنية المتنوعة التي تقدمها إدارة المرافق، من الهندسة إلى الاستدامة، ومن استراتيجيات أماكن العمل إلى القيادة التكنولوجية.
لماذا هذا اليوم مهم؟
غالباً ما تعمل إدارة المرافق في خلفية المشهد، لكن أثرها واضح في كل يوم نعيشه. فبدون إدارة فعالة للمرافق، لن تتمكن المؤسسات من العمل بكفاءة أو أمان. ويُعد اليوم العالمي لإدارة المرافق فرصة لتعزيز الفخر المهني، والتأكيد على أهمية الاستثمار المستمر في التدريب والتكنولوجيا والتطوير الاستراتيجي.
إنه تذكير للعالم أجمع بأن إدارة المرافق ليست مجرد مبانٍ – بل تتعلق بالأشخاص والإنتاجية والتقدم.